- يبدو أن المسافة بين خيالاتنا والواقع –
أحيانًا – قد تشكل بونًا كبيرًا ومدى لا يبلغ البصر نهايته ، ومحاولة المقاربة
والتسديد بينهما ، إن كان الهدف غارقًا في ( اللاّتكوّن
"أو" اللاّوضوح ) سيكلف المرء قضاء
نحب) حُلمه /عمره / وربما نفسه )
-
لقد كانت طريقًا وعرة بين جملة ( خرّيجة الثانوية ) و ( الطالبة الجامعية )
-
هذا ما سطرته قبل
عامين وتحديدًا حين كنت أتخبط بين جدران الحيرة لاختيار تخصصي الجامعي.
" اختيار
التخصص الجامعي "
أوّل التحديات
التي تواجه الشباب وتضعهم أمام أزمة الاختيار
( أكون أو لا أكون ).
لأنّ هذا
الاختيار بالنسبة إليهم هو أول عتبة في سلم تحقيق الذات وصناعة الأمجاد.
حين كنت أتجوّل
بحثًا عن مفاتيح تُسهّل عليّ عملية الاختيار وتُملكّني أدواته المعرفية ، كانت
معادلة ( الفرق ) هي أكثر ما لفت انتباهي ، هذه المعادلة التي تأخذ بيديّ كلّ من
أرّقته حيرة اختيار التخصص أو المجال المناسب ، ماذا تعني هذه المعادلة ؟!
فرق ..
ف : تُشير إلى الفرص
الوظيفية خاصة أو الفرص التي يُتيحها التخصص أو المجال في سوق العمل عامة.
قناعتي الشخصية
تنطوي على أنّ الفرص نوعين :
-
فرص تأتيك لأنكّ مؤهلٌ كفاية لاستحقاقها.
-
وفرص أخرى أنت وحدك من يستطيع خلقها
وإيجادها.
وفي كليهما لا
بدّ من السعي المستمر في سبيل التعلم والتميز وإيجاد العلامة الفارقة، وفيما عدا ذاك
فلن تكون إلا في مصافّ الكثير ممن طمس الغبار ملامح شهاداتهم الجامعية أو أضناهم
ندب الحظ والنقمة على بيئاتهم ومجتمعاتهم.
ر : أما الراء فهي
الحرف الذي يكُنّ لك كل التقدير والاحترام لأنه يبحث عن ( رغباتك وميولك ) أي ماذا
تريد أنتّ وماذا تٌحب ؟
وهنا أستذكر مقولة
للدكتور : طارق السويدان
( الذي يعمل فيما
يُحسن سيُنتج ، والذي يعمل فيما يُحب سُيبدع )
هذا يعني أن
تستيقظ كل صباح ولك مع الشغف والحماسة ألف ميعاد وسؤال ماذا سأتعلم اليوم ؟ هو
قائد سفينة تحقيق أهدافك وأحلامك.
هذا يعني أن
تُفكّر جديًا بكيفية زيادة شيء في الدنيا عوضًا عن أن تكون زائدًا عليها.
ببساطة أكثر الحب
والشغف بتخصصك سيجعلان الإبداع والتميز قيمتان عمليتان في منظومتك السلوكية.
وهذا العالم قد
أخذ كفايته من كل ما هو عادي ومعتادٌ عليه.
أخيرًا تنتهي
معادلة الفرق بسيدة الموقف ألا وهي القدرات :
" أي كلٌ
مُيسرٌ لما خُلقَ له "
للإنسان قدرات
ومواهب وإمكانيات فطرية لا تنتظر سوى التوجيه والتنمية وفي المقابل هذا لا يعني
أنّ لا متلك قابلية تعلم الجديد والمزيد فطالما أن العلم بالتعلم والصبر بالتصبر
والحلم بالتحلم وهذا في منظومة أخلاقية يعلمنا إياها رسولنا الكريم.
فهذا يعني أنّنا
نمتلك أيضًا القدرة على مضاعفة قدراتنا كلٌ حسب سعيه وهمته واستطاعته.
لن يتسنى لك
الوصول إلى حل المعادلة الصائب إن كنت تجهل الإجابة على سؤال( من أنت ؟ )
فمعيار تحديد
كلاً من أطراف المعادلة يعتمد على قيمك ومبادئك واهتماماتك وتطلعاتك.
وحدهم الذين يعرفون
ماذا يُريدون سيصلون.
أمّا أولئك الذين
لم يحددوا وجهتهم بعد ، فلا يهم أيّ الطرق سيسلكون.
0 التعليقات:
إرسال تعليق