
لا شيء بعد أقرأ يعود كما كان. في البداية يعاني الواحدُ
منَّا أعراضًا انسحابية، تثقل عليه حمولة الدقائق والساعات، تشتدُّ وطأتها على
ظهره وفي صدره، ثمُّ يعود إلى أهله وبيته وهو يشعر بالفراغ، لا يعرفُ من أين يجيء
الهواء؟ لكنّه يمرٌّ ياردًا في داخله و وقته وأمكنته. يستوحش الأمكنة ابتداءً،
لأنها خالية من آل أقرأ (الرّفاق والروّاد والمصورين والمشرفين...)، ما زاروا بيته يومًا لكنّه من
فرط ما تعلّق بهم على مدارِ أسبوعين أو يزيد، لأكثر من 12 ساعةً يوميّة، اعتاد
فيها حضورهم، أصواتهم، روائحهم...