إحدى أهم النصائح
التي طالما وجهها لي والدي حضًا على التميز والتفوق هي : أن تكوني الأفضل والأكثر
تميزّا فهذا يعني أن تكوني الأسبق بخطوة أن تقرئي أكثر ، أن تتعلمي أكثر ، أن تعرفي
أكثر ، أن تجربي أكثر وهذا حتمًا ما سيضمن لك التفوق على أقرانك دائمًا.
وبينما أحاول التشبث
بأعقاب هذه النصيحة أجد أن مفادها هي أن أكتسب
( قيمة التعلم الذاتي )
اليوم أصبح لهذا المفهوم الكثير من المرادفات المؤدية لنفس الغايات
والأهداف كالتعلم المستمر والتحسين أو التطوير المستمر واستراتيجيتي الكايزن
والكايكاكو اليابانيتين.
وعندما نتحدث عن هذه
القيمة فهذا لا يعني أننا نبحث عن انتسابك لأحد الجامعات الأكاديمية أو المؤسسات
التربوية ولا عن رصيد دوراتك التدريبية مع الأخذ بأهمية كلٍ منها ، لكن اتساع أفق
العالم ومعلوماته اليوم وهذه السرعة الهائلة التي تدور بها عقارب الزمن تجعل الغد
أقرب من يومنا والأمس ، فما هي العدة وما هو العتاد الذي سيؤهلنا لمجابهة المستقبل
بكل كفاءة غير أن نستبق الحصول على أدواته ونتملك القدرة على الأخذ بزمام سرعته
وتقدمه.
ونجد أن أهمية هذه
القيمة تحرّضنا على طرق أبواب أسئلة من قبيل ، ما كمّ المعارف والمهارات التي
تمتلكها ؟ وكيف اكتسبتها ؟ وهل استثمرت كافّة الموارد المتاحة لك لأجل هذه
العمليّة ؟ ما الميزة الفارقة بينك وبين
شخص آخر يمتلك نفس مؤهلاتك العلمية ؟ ما رصيد الفرص التي تمتلكها بناءً على خبراتك
ومؤهلاتك ؟
وإذا ما فتشنا قليلاً
في موارد هذه العملية سنجد الشبكة المعلوماتية زاخرة بها ، فمنصات التعلم
الالكترونية اليوم تتنوع بها مجالات التعليم وترتفع كفاءة المواد التعليمية
المقدمة من قبل أكاديميين ومختصين في مجالاتهم.
نبحث أيضًا في قدرة
المكتبات على تغذية هذه العملية بشكلٍ منهجي نظري أحيانًا وبشكل تطبيقي عملي في
أحايين أخرى ، عمومًا لا نختلف في أهمية الكتاب لإثراء المعرفة وتهذيب المعلومة.
شخصيًا أؤكد كثيرًا على
دور التجربة في تعزيز قيمة التعلم الذاتي.
فالممارسة العملية
قادرة وبشكل مباشر على تعزيز الكثير من المهارات واكتساب العديد من القدرات بشكل
يدعم ثقة الشخص في ذاته ويحفزه لاكتشاف مناطق قوة أو ضعف مختلفة لديه.
في أحد مراحل حياتنا
التي لا يحددها عمر معين بقدر ما يحددها الوعي والنضج وفهم الذات الذي وصلنا إليه
، علينا طرق كافة الأبواب وتعلّم كل ما يمكننا تعلمه أو معرفته وخوض كل تجربة
جديدة قادرة على إثرائنا وزيادة قيمتنا الذاتية ، لأن قيمة التعلم الذاتي والتطوير
المستمر توفر لنا فرصة لاكتشاف الذات ومعرفة مكامن القوة أو الضعف فيها مما يجعلنا
قادرين على التعامل مع خيارات الحياة بشكل أفضل.
لكن بعد ذلك تكون
الخطوة الأهم هي التركيز فيما وصلنا إليه والتخصص في المجالات التي ارتأرينا
أنفسنا فيها عبر مرآة الخبرة والمعرفة والفهم.
لننتقل من مرحلة
التعلم الذاتي العام إلى التعلم الذاتي المتخصص الذي يقربنا من أهدافنا بشكل سليم
وناضج ويجعلنا أكثر تميزّا.
#ملاحظة
استراتيجية الكايزن والكايكاكو يتم استخدامهما
في مجال العمل وليس بشكل شخصي كالتعلم الذاتي لكن تهدفان لذات الغاية والفرق
بينهما يكمن في حجم التغيير والتحسين فالتغيير الطفيف البسيط ( كايزن ) والتغيير
الجذري ( كايكاكو ) ويمكن لكم البحث عن مفهوم كل منهما عبر محركات البحث .
دمتم بخير.