كان السؤال الوحيد خلال
الاثني عشر عامًا مدرسيا الذي تتغير صيغته في كل مرحلة من المراحل الثلاث حسب
اكتسابنا لأدوات اللغة لكنه يظل واحدًا في مضمونه وإجابته ولم نملّ قط من تكراره
بين بعضنا البعض وأحيانًا قد نوجهه إلى بعض معلماتنا وبرغم تفسيراتهن العديدة
منطقية كانت أو علمية لم تكن ترضينا الإجابة أبدًا.
-
ما الفائدة من دراسة مادة .......؟ فهي لن تنفعني مستقبلاً في التخصص
الذي أريده .
-
لماذا ندرس هذا القانون الصعب في النهاية لن نعمل في هذا المجال ولن
نحتاج إلى تطبيقه ؟
ومع أننا لم نجد الإجابة المقنعة أو المتوافقة
مع أهوائنا كنا نحمل حقائبنا المدرسية كل صباح لنستقي هذا العلم باختلاف أحوالنا فالبعض
راضٍ والآخر ساخط ، البعض يبتغي به وجه الله والآخر يتعامل معه كإسقاط فرض وأداء
واجب لا أكثر .
أعتقد هذه النقطة من
أهم الاختلافات بين الدراسة المدرسية – المفروضة – والدراسة الجامعية – المُختارة –
والتي ستخلق فينا ألف إجابة وإجابة على ذلك السؤال وفي المقام الأول ستوافق
أهواءنا.
الأمس الأحد " 5
/ 11 " كان أول يومٍ جامعي لي ، دخلت إلى الجامعة كطفل صغير يأكل بعينيه كل
ما تقع عليهما،علّه يعرف ما هيته من لونه أو شكله ، كنت خائفة بعض الشيء لكن
سكينتي عادت إلي بمجرد أن التقيت بصحبة المرحلة المتوسطة صديقاتي اللواتي يتبوأن
سويداء القلب.
تنقلن في مرافق
الجامعة ومبانيها حتى أنني أخال ما من بقعة فيها إلا و تشهد بمرورنا عليها من فرط
حماستنا لاستكشافها ، كانت كبيرة جدا ، حتى أن أقدامنا لم تعد قادرة على حملنا من
فرط التعب ، عدت من الجامعة وفي عينيّ حماسة اكتساب مسماي الجديد كـ " طالبة
جامعية " أتفكر ! كيف ستمضي سنوات دراستي في هذا الصرح التعليمي وعلى أي
شاكلة ؟ وما هية الانجازات التي سييسر الله لي تحقيقها ؟ وهل سأخرج بالعلم
والمعرفة اللازمين لأكون خير " أخصائية اجتماعية " ؟
العلم عند الله !
ونحن نسعى سائلينه خيره وتيسيره وهداه.
نصيحتي لنفسي أولا
ولك قارئي:
في كل مجتمع سواء كان
تعليمي أو مهني وغيرهم بإمكاننا أن نحدث فارقًا إيجابيًا ، بالتفوق والإنجاز
والأخلاق العالية . لنكن نماذجًا محمدية .