تخرجت !
من يُتابعني على موقع
التواصل الاجتماعي " تويتر " أو يتوسط قائمة الأصدقاء لدي في " باث
" يُدرك تمامًا ما تعنيه هذه الكلمة بالنسبة لي.
الكلمة التي بدأت
حياكة طموحاتي وغاياتي بشكلٍ يُناسب قدرها ورفعتها لدي ! بشكلٍ جدير أن يختتم اثنتي
عشر عامًا مدرسيًا ويفتتح تسعة أعوامٍ جامعيّة على أقرب تقدير ، ويُضاهي عمري
المتبقي كاملاً كما قدّره الله لي.
كنت أعتقد أن هذا كله
سيكلفني فقط ! استلام وثيقة تخرجي ، حساب نسبتي الموزونة ، ترتيب قائمة التخصصات
في الجامعة التي أريدها كما أريد وأتمنى ؛ لأظفر بكل ذلك.
لكن يبدو أن المسافة
بين خيالاتنا والواقع – أحيانًا – قد تشكل بونًا كبيرًا ومدى لا يبلغ البصر نهايته
، ومحاولة المقاربة والتسديد بينهما ، إن كان الهدف غارقًا في ( اللاّتكوّن ) أو (
اللاّوضوح ) سيكلف المرء قضاء نحب (حُلمه / عمره / وربما نفسه ).
لقد كانت التكلفة
غالية جدًا ، استهلكت فيها الرّضا – عن نفسي –و حبور الأقلام ، مجافاة النوم ،
إتقان الصمم ، وغير ذلك مما يؤكد أنني كنت أحتاج معرفة " القضية التي سأعيش
لأجلها " – رغم معرفتي لها – إلا أن اختلاف الوسائل أحيانًا يفضي إلى نتائج
غير مرغوبة.
نعم تحديدًا المشكلة
كلها كانت تكمن في الوسائل التي أريدها أنا والتي يرى أنسبيتها لي الأهل والتي يفرضها
الواقع – الثلاثية المُرهقة -.
كان علي أن أعرف إلى
من يجب أن أرضخ ؟ وأين يكمن الصّواب ؟ وأي صوابٍ هو ذاك الذي أبحث عنه ؟ حتى أنني
فكرت بإعادة قولبة معتقداتي ومبادئي وتنقيحها مخافة وجود الخلل فيها فتكون عاقبتي
وخيمة.
حتى خلصتُ إلى
النتيجة !
التي سألت الله مرارا
وتكرارا أن يوفقني في الخلوص إليها.
لا أعرف بعد إن كانت
الوسيلة التي اخترتها هي " الصّواب " ،لكن الأيام كفيلة بتعرية الحقائق
.
الجيد في القضية أن
هذه التجربة جعلتني أسبر أغواري جيدًا ومنحتني لأول مرة فرصة وضع خطتي الحياتية
لـ10 سنوات قادمة ، منحتني السعادة لمجرد توارد خيالات " التحقيق " إلي
، جعلتني أفكّر حتّى في أبنائي مستقبلاً ، وكانت قنديل طريقي إلى ما أصبو وأريد ،
فاللهم اجعلنا ممن تقوم الأمة على أعتقاهم.
لقد كانت طريقًا وعرة
بين جملة ( خرّيجة الثانوية ) و ( الطالبة الجامعية ).
لم أصل إلى نهايتها
بعد لكن الآن باتت خطاي أكثر رسوخًا وثباتًا ومعونة الله وتيسيره ستُعبد لي ما
تبقى " هذه ثقتي بربي ".
وجوهرة الفائدة التي
أرجو أن تنفعكم.
-
أن نحيا بخيارات الآخرين في الحياة فهذا يعني أن يرحلوا يومًا
بأجسادهم ، ويبقون أحياءً فينا بشكل قد يجعلنا نسخًا مكررة منهم .
-
أن نحيا بخياراتنا نحن فهذا يعني أن نرحل ونبقى أحياءً في الحياة
بهوياتنا نحن .
-
الواقع قابل للتغيير " بفروضه " لكن غاياتنا وأهدافنا الثابتة
هي التي ستدلنا دائمًا على الوسائل الأصوب لها والأقدر على التماشي مع الواقع.
خططتُ هذا النص لأني
اشتقت إلى مدونتي وإلى كل من كان يقرأ لي يومًا ، خططته لأنفض عن كاهل نفسي بعض ما
أثقله ، سعيدة بهذا . أحبتي مبارك عليكم شهر رمضان الفضيل بلغنا الله وإياكم أفضل
لياليه وجعلنا من عتقائه.
لا تنسوني من صالح
دعائكم ، صديقتكم : أصالة<3