أتأسّى باللغةِ حينَ أقرَأ الأدبَ وأصغِي للقَصِيدة.

الأحد، 11 أغسطس 2013

رسالة إلى صديق


لا بأس يا صديقي كلُّ هذا الألم المتعملق فيك وكل الوجع الذي يتضيق على عنقك وما يخلفه من اختناق مميت ، أشعر به ، أفهمه ، وأدركه ، لكنني ذقت المرّٓ من كأس آخر بلون مختلف وشكلٍ مغاير ، لا تغرنّٓك تلك السعادة التي أبدو بها كزهرة فواحة ،  ونبعٍ نضّٓاخة ، أنا فقط أحاول أن أواكب الحياة وأساير السعداء ، أحاول ألا أكون وباءً معديًا أينما حلّ ، وثب معه الحزن والشقاء ، فالجميع مكتفٍ بمرّٓ كأسه ليس فيهم من يطلب المزيد أو يتطلع إليه ، نعم الكل ! 
ما بالك مشدوهٌ هكذا ! 
أمك ؟ أبوك ؟ إخوتك وأخواتك ؟ أهلوك أجمعون ؟ العالم بأسره ؟ كبارًا وصغار ؟ أغنياء وذوي الإقلال ؟ ... 
نعم يا صديقي كلهم وُلد وكأس المرِّ أمامه ، كُلهم وُلد وسيتذوق الحنظل ، لن يرحل أحد قبل أن يكمل كأسه ، لن يفنى أحد قبل أن يتقلب على جمر الأوجاع ويتلوِّى كمدًا ، هم لا يُنافقونك بكل هذه السعادة البادية ، كلاّ هم كما قلتُ لك يحاولون مواكبة الحياة ، فكن مثلهم ، ليلد لك الحزن من رحمه الفرحة ولتبحث بين آكام الآلام عن المتعة 
ربما آنا لا أطبق ما أقوله لك ، ويشقُّ عليّ ذلك ، بقدر زخرفتي لحديثي هذا معك ، يصعب علي الامتثال له، لكنني أحاول وأريد أن آخذ بيدك معي ، أنا لا أحاول وأد حزنك ولا حبسه في قفص صدرك ، فقط أريدك أن تتعلم كيف تبتسم وسط كلِّ هذه المعمعة ، وأن تُجيد شهيق الأمل بعد زفير الألم ، وتقول لي : أنا متعب ومُثقل جدًا ، لكنِّي لازلتُ أملك القوة ، لا زلت بخير.


لك يا قلب قارئي ، فأصالة تتمنى لك كل السعادة والخير.