" نحنُ نبحثُ عن صوت ..
أكثر هدوءًا، وأكثر قوة
أكثر عمقًا، وأكثر دقة..ودقة
أكثر فنًا ..
صوتٌ أكثر وصولًا وذكاءً
نحنُ نبحثُ عن .. صوتِ الشباب"
كانت هذه مقدّمة أحد إعلانات البرنامج التي أعجبتني نصًا وصورة.
برنامج صوت الشباب هو أحد برامج مؤسسة مسك
الخيرية (مؤسسة الأمير محمد بن سلمان-حفظه الله) وإسهام من الإسهامات المعرفية التي
تقدمها عناية بالاستثمار في الشباب السعودي فكرًا وخبرةً وقدرة.
تتمثل أحد الأهداف الجوهرية لهذا البرنامج في دفع
الشباب نحو التعبير عن قضاياهم وقضايا مجتمعاتهم المحليّة بشكلٍ واعٍ وطرحٍ نوعيٍ
فاعل.
وقد انطلق البرنامج في دورته الأولى من ثلاث
مناطق هي: منطقة الجوف، ومنطقة جازان، والمنطقة الشرقية متمثلة في مدينة الأحساء
مع إتاحة فرصة المشاركة للشباب في جميع مناطق المملكة العربية السعودية.
وعلى مدار أربع مراحل: تبدأ بورش تعليمية حول
مهارات التواصل والإقناع ثم مرحلة الحوار كتدريب عملي للشباب لتوظيف مهارات الحوار
وأنماط التفكير المختلفة لديهم -وهذه المرحلة التي سُعدت باختياري كمُيسرة فيها-
تليها مرحلة تركز على مهارات التفكير النقدي لدى المشاركين وانتهاءً بمرحلة
الإعداد للقاء صانعي القرار في كل منطقة من المناطق الثلاث.
مُيَسَّرة!
عندما أتمعّن في الكلمة، أدرك أني قبضتُ عليها أثناء
ارتقاء مكتبتي، رفًا تلوَ رف، كتابًا بعد كتاب، إنها فضيلة الإنصات إلى الأفكار
والاشتباك الهادئ معها، ومغبة التورّط في عمليّتين لذيذتين: القراءة والكتابة معًا.
هكذا بدأ الأمر معي، ولا زال حتى الآن.
دوري كمُيسرة في البرنامج كان يقتضي ممارسة هذه المهارة التي أدّعي إتقانها " الإنصات " في مقابل السيطرة على لهف
الحديث أو الإمساك بزمام الأمور؛ لأنّ جريانها على سجيتها بعد قذفي للحصاة (تقنيات
الحوار ومثيرات الأفكار) يضمن للمشاركين جلسة
حوارية إثرائية ماتعة يشكلونها كيفما أرادوا.
أيضًا كان عليّ أنّ أرسي قواعدًا آمنة، تكفل
لكل مشاركٍ حقَّ التعبير عن نفسه وأفكاره وما يودُّ طرحه، حق تقدير اختلاف سياقاته
ومنطلقاته عن غيره.
وكم كان الأمرُ ممتعًا؛ فهأنا من جديد وسط
طوفانٍ عارمٍ من التصورات والرؤى المتفاوتة والمختلفة، بعضها محطٌ للنظر والإمعان
والآخر محطٌ للإعجاب والثناء ومع ذلك كنتُ أحاول الحفاظ على الحياد؛ لأني في نهاية
المطاف مُيسِّرة! بكل بساطة، لقد كنتُ أفعلُ ما أجيده وأحبّه، وهذا يعني لي الكثير
جدًا.
إنّ هذا البرنامج المميز إلى جانب غيره من
البرامج الشبابية اليوم، باتت تخلق حراكًا ثقافيًا واجتماعيًا رائعًا وتسهم في
تنمية القدرات البشرية من خلال تمكين الشباب وتجويد الأدوات التي يمتلكونها في
سبيل مساهمتهم لتلمس احتياجات مجتمعهم في مختلف القطاعات وإشراكهم في عملية التخطيط
وخلق الحلول التنموية المبتكرة.
إننا
اليوم بقيادة الأمير محمد بن سلمان – حفظه الله – نسعى لتوفير كافة الظروف
والإمكانات التي تمهّد الطريق أمام جيل صاعد يكون جزءًا من الحل لا المشكلة. ويوظّف
قدراته وطاقاته لتحقيق حياة كريمة ذات جودة له، فهو جيلٌ واثقٌ قادر- بعد تمكينه-
على تكوين قنوات تواصل فعّالة بينه وبين الآخرين تدعم علاقاته الاجتماعية، وتعزز
قدراته في التعبير عن نفسه وتطلعاته، وتحديد خياراته وتمرير مرئياته واقتناص فرصه.
ولا أجدُ ذلك إلا مصداقًا لما ترمي إليه رؤيتنا
الطموحة 2030 في جعلنا مجتمعًا حيويًا جذوره راسخة وبيئته عامرة وبنيانه متين.
مجتمعًا يراهن رهانًًا رابحًا على الإنسان أولًا ودائمًا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق